اذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله .. واذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله .. واذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله .. واذا ذهب الناس الى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون اليهم فتودد أنت الى الله .. ابن القيِّم الجوزيّة ..

الخميس، 3 ديسمبر 2009

أغمض عيونك قليلا

تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علي اطراف البلاد


وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر بان زوجته مرضت بالجدري فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك


تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ


وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ,وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجته وأولاده بشكلٍ طبيعي.


وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ,وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ,وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها .


تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية.


حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي.


ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر
( أو حتىَ مِنْ نسج الخيال ),,,


لكنْ ...
هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين
وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟

___________________________
توقيعي: تبسمك في وجه أخيك صدقة

هناك تعليق واحد:

  1. النفس التواقة5 ديسمبر 2009 في 8:28 ص

    بصراحه.. كثير منا من يراعي مشاعر الاخرين ويضرب بمشاعره عرض الحائط.

    ردحذف