و اليوم يا قلب أقف استعدادًا , و أنا أضجّ : ابقي يا رياح الليلة الأولى الشّاتية الدافئة ؛ حتى لاتموت الأمنية ؛ فتخلّف في قلبي صدعًا لا يشعبه شيء..
إن تََمُتْ يا قلب : أركض إليك بأملي الأول , ويشيخ بي قبل منتصف الطريق , ويدركه الفناء في المنتصف , و أبقى مذهولة مُنقطِعة ..
وأقفُ بعدك عابرة ضلّت السبيل , ليغدو الكون في عينيه متاهة , يجيء سحابه بلا مطر , ويشتمه , ثمّ يكمل المسير ؛ تاركًا خلفه روحًا مبلّلة بمطره الأول ترتعش ..على أرضٍ تزلزلها الرّيح التي تخفق في المكان الموحش ..
إن فكّرت في الرّحيل : خذ الكون منِّي , وخذني إليك .
فوفائي الذي صرفني عن قلوب عِدَّة , واختار لي الوحدة عوضًا عن وجودك بجانبي , أملى عليّ أن أنطوي الليل كلّه أكتبك ليسكتني الصباح و أطلّ من نافذتي أتطلّع الرُّكبان علّي ألمحك ., حتّى يحين المساء الآخر ؛ ويفصلني عن حضنك مقدار صرخة صُمَّت المسافات و أصابني العيّ ؛ فماتت بيننا ...
أُدنيها يا قلب في مَطارِح النّظَر , وأذوب فيها خُلْسَةً عن الأشياء التي تنتظرني , التي كانت لتمنعني عن الوقوف لك لولا أنّ حُبي طاغٍ , وعمقه عظيم , والزّمن لايقف , ولا يدركون ..
___________________
توقيعي: ابتسامتك في وجه أخيك صدقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق