اذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله .. واذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله .. واذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله .. واذا ذهب الناس الى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون اليهم فتودد أنت الى الله .. ابن القيِّم الجوزيّة ..

السبت، 26 ديسمبر 2009

مهلا يا قلب


مهلا يا قلب فقد بَسَطَتْ لك الرّجاء , و حلّقت بكَ صوب الأفق على ظهرِ ابتسامة , و ارتفاع عودة حياة و سكينة , على جناحين خفّاقين جهة الجنّة ..

و اليوم يا قلب أقف استعدادًا , و أنا أضجّ : ابقي يا رياح الليلة الأولى الشّاتية الدافئة ؛ حتى لاتموت الأمنية ؛ فتخلّف في قلبي صدعًا لا يشعبه شيء..


إن تََمُتْ يا قلب : أركض إليك بأملي الأول , ويشيخ بي قبل منتصف الطريق , ويدركه الفناء في المنتصف , و أبقى مذهولة مُنقطِعة ..


وأقفُ بعدك عابرة ضلّت السبيل , ليغدو الكون في عينيه متاهة , يجيء سحابه بلا مطر , ويشتمه , ثمّ يكمل المسير ؛ تاركًا خلفه روحًا مبلّلة بمطره الأول ترتعش ..على أرضٍ تزلزلها الرّيح التي تخفق في المكان الموحش ..

إن فكّرت في الرّحيل : خذ الكون منِّي , وخذني إليك .
فوفائي الذي صرفني عن قلوب عِدَّة , واختار لي الوحدة عوضًا عن وجودك بجانبي , أملى عليّ أن أنطوي الليل كلّه أكتبك ليسكتني الصباح و أطلّ من نافذتي أتطلّع الرُّكبان علّي ألمحك ., حتّى يحين المساء الآخر ؛ ويفصلني عن حضنك مقدار صرخة صُمَّت المسافات و أصابني العيّ ؛ فماتت بيننا ...


حفرت فيّ ذكرى مُخلّدة لا يلحقها الهرم والفناء , رُكِمتْ أيّامها بطريقة متناهية الحُسن .
أُدنيها يا قلب في مَطارِح النّظَر , وأذوب فيها خُلْسَةً عن الأشياء التي تنتظرني , التي كانت لتمنعني عن الوقوف لك لولا أنّ حُبي طاغٍ , وعمقه عظيم , والزّمن لايقف , ولا يدركون ..


___________________


توقيعي: ابتسامتك في وجه أخيك صدقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق