
Read more...
حياة المجتمع بدون الامل, حياة جامدة ميتة لا روح فيها, ولا حراك,فلولا الامل, ما بنى بان بنيانا, ولا غرس غارس غرسا, ولا تقدم العلم خطوة الى الامام.
ومضت الايام والاسابيع, وجاءني الاخ نفسه الذي دعاني اول مرة, جاء يدعوني لاكرر الزيارة مرة اخرى, فقلت له: الى اين؟ قال: الى الاخوة. قلت له: اهؤلاء اخوة؟ قال نعم. قلت: مستحيل ان يكون هؤلاء عندهم تذوق لمعنى الاخوة, كيف يكونون اخوة وقد جاءهم ضيف قطع اليهم مسافرا اكثر من ثلاث ساعات, جاء اليهم باشواق متلهفة, وعواطف مشتعلة, ونفس منشرحة؟ فيتلقونه بمشاعر جامدة, وهم جلوس كأنهم تلاميذ في مدرسة, لا تربطني بهم سوى علاقة المدرس في الفصل, فاذا انهى الدرس خرج لا يلوي على شيء, لا عواطف ولا مشاعر ولا دعوة تجمع بينهم. لقد تركتكم كاسف البال, اتحسر على جمود العواطف, وفقدان يقظة القلوب, وحياة المشاعر التي هي سر وجودنا وحيويتنا وانتعاشنا
أحن وكم يؤرقني حنيـني.................... وتبقى أنت أغلى من عيـونـي
صديقي بالوفـاء تلقاك روحي..................... وروحك بالـمودة تلتقيني
ترى عينيا تعرف ما أواري..................... وتقرأ فرحتي وصدا أنيني
تشاطرني قضايا العمر حبا ......................يمد يدا الأماني إلى سنيني
تقدمني وأنت أعز قدرا......................... وتؤثرني وأنت أحق دوني
وتسألني وأنت أجل علما........................ فيهديني سؤالك أمر ديني
أراك فيستقيم القلب حينا ........................وها أنا ذا أراك بكل حيني
تكون معي فيزداد اشتياقي.................... وتنساب السكينة في سكوني
وكم ألقيت عني من قنوط ..........................فلم تأبه بعاصفة سفيني
تعلمني التفاؤل في الرزايا..................... وتنتزع البشائر من شجوني
فربما راودنا الاحساس ذات يوم بالحنين لهم...
.
وربما تمنينا من اعماقنا ان نرسل اليهم بطاقة اعتذار...
صهيب الرومي, لم يكن عربيا وانما روميا, لما تمكن الايمان من قلبه واراد ان يهاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم خيره اهل مكة بين ان يهاجر الى المدينة وبين ان يترك ماله, وكان تاجرا ثريا, حتى انهم عيروه قائلين: جئتنا صعلوكا فقيرا لا مال لك, ومر صهيب بلحظة كان لا بد ان يحسم فيها امره وبسرعة, فسأل نفسه: ما هي اولوياتي؟ رضا الله ام المال, فكان القرار الصائب: خذوا المال كله, وامضي انا برضا الله, لذلك لاقاه النبي الكريم بكلمة هي اغلى من كل مال الدنيا:" ربح البيع ابا يحيى".
قد يعتبره بعضنا ضياعا للمال, فماذا نقول بقول الله تعالى:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}.
ماذا ينفع المال ان عصيت او تجاوزت الحد او آثرت الدنيا بما فيها من شهوات على نعيم الجنة!!
سعى الانبياء جميعا لرضا الله تعالى مع مكانتهم العليا ورفعتهم في الدنيا, فهذا سليمان عليه السلام يقول:{ رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه}. وهذا كليم الله يستعجل ولا يتأنى, يترك قومه ويتعجل للقاء الله...فلماذا العجلة؟ قال:{ وعجلت اليك ربي لترضى}.
وهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في خلواته مع ربه التي لا يراه فيها احد, يلجأ الى الله يطلب الرضا, قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش, فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدمه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول:" اللهم اعوذ برضاك من سخطك, وبمعافاتك من عقوبتك, واعوذ بك منك, لا احصي ثناء عليك,انت كما اثنيت على نفسك",وعند السفر كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:"اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل مل ترضى".
ولم يترك اصحابه هذه الكلمات النيرة لمعرفتهم باهميتها فكان الواحد منهم يردد في كل اوقاته:" الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, كما يحب ربنا ويرضى"’ فيثني صلى الله عليه وسلم على هذا ويقول:" والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضع وثلاثون ملكا ايهم يصعد بها "
انها النفوس التي تعالت على الدنيا ومغرياتها, على النفس وشهواتها, وما عملت الا لترضي الله, فماذا فعلنا نحن حتى نرضي الله؟ وكيف يطمئن قلبي وتعلم نفسي ان الله راض عني؟! رضا الله تجده في عدة امور فانظر اين انت منها:
* عند المواقف: قال تعالى:{ لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة} فالله تعالى يرى ويسمع والله ينظر الى المواقف, فهذا مشهد اهل الحديبية واصحاب بيعة الشجرة, ينسون في لحظة صدق كل رابط بالارض, ولا يتعلقون الا بموقف فيه هذا القرار الحاسم في التوجه لله وحده ومرضاته عن اي شيء.
* عند التضحيات: كتب معاوية الى ام المؤمنين عائشة:" اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي" فكتبت:" سلام عليك, اما بعد فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس, ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس".فعند تقديم التضحيات يرضى الله عنا, واكبر التضحيات ان لا يكون هم الانسان من وراء ما يعمل, ارضي الناس ام سخطوا, فما دام هو متوجه لارضاء الله وحده فلا عليه. فالذين يسعون لارضاء الناس بالتملق والمدح او بالخدمة او بفنون الارضاء غير عابئين برضا الله او سخطه, يتخلى الله المعين عنهم, ويوكلهم الى هؤلاء الناس, وهل ينفع الناس انفسهم حتى ينفعوا غيرهم؟!!
* عند الاختبارات: يمتحن الانسان في العواطف والمشاعر, خاصة حب الزوجة او الولد, اي في مجال العواطف الاسرية, ولذلك يأتي النجاح لصالح الحب الاسري, سواء بين الزوجين او مع الابناء , حينما يتعلق الجميع برضا الله وحده, فاذا بالحب يتعمق, ومن اجل ذلك عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم قائلا:{ يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك}.
* نرضى عمن رضي الله عنه: رضي الله عن انبيائه, ولذلك فان رضي الانسان بالانبياء رضي الله تعالى عنه, فالله تعالى يقول:{ وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}. والله تعالى يرضى عن الصحابة, فحتى يرضى عنا الله علينا ان نرضى نحن عنهم, يقول تعالى:{ والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}.
* لا نرضى عمن لم يرض الله عنه: من الذين لم يرض الله عنهم طائفة من اليهود والنصارى, الذين لا يرضون عن المؤمنين ويحاولون جاهدين اخراج المؤمن عن دينه بشتى انواع الصور, واليوم يحاربون المؤمنين ثقافيا وماليا ونفسيا وجنسيا وجسديا وصحيا حتى تتفكك الاواصر بين الامة الواحدة, يقول تعالى:{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}
كذلك من الذين لا يرضى الله عنهم المنافقين والمتملقين الذين يرفعون الشعارات ويزعمون ويدعون, للفوز بالرضا والله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين.
توقيعي: تبسمك في وجه اخيك صدقة
.
عندما تنساب الحروف والكلمات من بين اناملك,لا يملك القلم الا مجاراة هذا الابداع المتدفق, عبر انهار الكلمة وابحار المشاعر, للحرف معنى وللصدق عنوان وهوية, فاين انتم يا عشاق الحرف..؟ يا من تعزف مشاعركم الحان تتراقص لها الكلمات..؟ تسيل احرفكم على صفحات الابداع فتنمو مثل الورود في بساتين الربيع لتعانق المشاعر والاحاسيس, قد تتقارب الافكار ويتحد البوح, وتتوافق الخواطر فتصبح ترانيم جميلة نشدو بها جميعا,ونجوما مضيئة اشترك الكل في صنعها,انها دعوة لفكرة ربما وجدت باكثر من مكان, ولكن تختلف باختلاف قوة ترابطنا وصدق بوحنا, وهكذا نستمر كمحبين للبوح فنشكل نجوما مضيئة تلمع في سماء هذا الفيض وتنير للسالكين درب الحرف طريقهم.