
و في غرفة تلك النافذة .. خلف ستارها ..هناك من فارقت فراشها .. و هجرت عيناها النوم ..تقف في محرابها ..حالها بين سجود و ركوع ..دعاء و دموع ..
لم يحلُ لها النوم .. و لم تستمتع بطعمه ..كيف لها ذلك ..؟! وهي على موعد مع حبيبها ..موعد في الثلث الأخير ..موعد مع ربها الغفور الرحيم ..
موعد تتكاثر فيه العطايا و الهبات من حبيب ليس لعطاءه حد ..موعد يصعب على شخص مؤمن حق الإيمان إن يفوته .. و ينام عنه ..
قيامها .. ركوعها.. سجودها .. دعاءها .. دموعها ..صور من الروحانية و الخشوع و العبودية ..يصعب على المرء نسيانها ..لقد كانت أنموذجا للمراة التقية الصادقة في إيمانها ..
فقد كانت لهذة اللحظات في حياتها قدر كبير ..فلا تمر لحظة من لحظات ذاك الموعد إلا أستشعرتها بكل ما أوتيت من قوة ...
و لحظة سجودها في ركعة الوتر الأخيرة ..سجود الخاشعة المتضرعة إلى ربها ... كأنها لوحة فنان محترف ..تتجلى فيها كل معاني العبودية ..او صورة مصور مبدع ..تتواجد بها كل مشاعر التذلل و الخضوع ..او أكثر من ذلك ..
بكثير ..
انها لذة المناجاة... وسكينة القلب...والتلذذ بذكر الله والثناء عليه ...حين تهدأ العيون, وتهجع النفوس, وتسكب من العيون العبرات, وتظهر الحاجة والافتقار الى الله..وتعترفي بعجزك امامه...
وترفعي يديك بقلب مخبت منيب...تسالينه وتستعينين به...
لذة من اعظم لذائذ الدنيا...تعمر القلوب وتسكن لها الجوارح...
يكفيك ان يحبك الله...
وتأملي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) .
عندها سترين ان القلوب تهفو إليك ، والأيدي تعانقك ، والشفاه تبتسم لك ...وترين بريق العيون ينظر لك نظرة المحبة...
مع انك لم تسدي إليهم معروفا ،ً ولم تقدمي إليهم مساعدة، وإنما هي لغة التحاور الإيماني وإنما هي مشاعر القلوب التي ترسل بإذن الله - عز وجل - تلك الروابط ، التي تسعد بها البشرية ، والتي تطمئن بها أسباب الحياة بين البشر...
ما اعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب...
وما اعظم هذا الشوق...
واشوقاه"لمن يراني ولا اراه"...
________________
توقيعي: تبسمك في وجه اخيك صدقة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق